قصة نجاح الفلسطينية مريم أبو شماس

865 مشاهدة
2020/12/14

لم توقفها الظروف الصعبة والعادات والتقاليد على المضي قُدماً نحو حياة مشرقة تفتح لها آفاقاً واسعة، ولم تتهاون للاستسلام كونها إحدى ضحايا الزواج المبكر، ذاك هو حال الفلسطينية مريم أبو شماس ،41 عاماً من منطقة أم النصر شمال قطاع غزة. حيث استطاعت بإرادتها تحدي كل الظروف وأن تسابق على مدمار الإرادة لتكون قصة نجاح للمرأة الفلسطينية. فقررت المضي قدما نحو المجد والمستقبل لتكون نموذجا للمرأة المصممة على النجاح. نقطة التحول في حياة مريم كانت من عمر 17 عاماً، حينها تزوجت وتركت دراستها بعد أن أنهت الصف الثامن- عن ريعان الطفولة نتحدث- ولكن لم يطل هذا الحال على تلك الطفلة، ليصل بها الحال إلى الطلاق بعد سنة واحدة من الزواج. فتعود إلى صفوف الدراسة مجدداً وتنهي المرحلة الثانية عشر بتحدً كبير. كان هذا فعلياً هو بداية تحول مسار حياة مريم، كونها لم تتوانى يوما عن التوقف لإثبات جدارتها، بدأت مريم بتلقى عديداً من التدريبات المتنوعة التي قدمتها جمعية كنعان بتنفيذ من ” فينتو دي تيرا” حيث تم توجيه هذه التدريبات إلى النساء في قرية أم النصر شمال قطاع غزة، الأمر الذي مكّنها من القدرة على التطوع في رياض الأطفال لاحقاً. في عام 2015 التحقت مريم بتدريبٍ مهني في حرفة النجارة لمدة 80 ساعة وكان ذلك في إطار مشروع من الاتحاد الأوروبي وتحت إشراف جمعية زينة التعاونية للمشغولات الحرفية للمرأة. اكتسبت مريم خلالها المهارات الأساسية لإنتاج الالعاب، ليكون ذلك حافزاً لها لأن تلتحق عام 2017 بمشروع من CFD والذي هدف لتطوير المهارات الإنتاجية في صناعة الألعاب الخشبية لتصبح قادرة على انتاج العاب خشبية جديدة وبتصاميم مختلفة. لم تتوانى مريم عن استكمال طريقها لتحقيق حلمها، فأيقنت تماماً أن الخروج عن إطار المألوف هو ما سيساعدها على النجاح، لذلك لا بد من الاستمرار في تطوير الذات؛ فبدأت مريم بتدريب خاص باللغة الانجليزية لمدة 120 ساعة كمحاولة لإتقان اللغة الأكثر انتشاراً في عالم الأعمال، لتساعدها في التعامل مع الآخرين من الدول الاجنبية وفهم بعض الدورات التدريبية الخاصة بصناعة الالعاب الخشبية. ناهيك أيضاً عن اكتسابها خبرة كافية حول المواضيع الادارية وكتابة المشاريع. ومعرفتها الجيدة بتدابير السلامة الخاصة بحرفة النجارة لحمايتها من المخاطر اثناء العمل. واليوم تجسد مريم قصة إبداع وتحدي لتنتقل من الوحدة والتزام الصمت التي تغلب عليها لسنين عدة كي تعود بقوّة وتصنع لنفسها شخصية فريدة تمكنها من المشاركة والمناقشة في الكثير من القضايا وتعبر عن ما يجول بخاطرها لتوصل فكرتها للآخرين. تقول مريم بكل ما تحمل من طموح وحكمة “الآن أنا أكثر نشاطاً، مشارِكةً، فاعلية وقائد فريق. لن أتوقف على تعلم واستكشاف أشياء جديدة. وإنه لمن دواعي سروري بعد هذا الجهد أن أكون أحد أعضاء مجلس إدارة جمعية زينة التعاونية للمشغولات الحرفية. لذا آمل أن ألامس تطوري بتقدم زينة لنكون من أقوى الجمعيات التعاونية لإنتاج الألعاب في جميع أنحاء العالم “.

سلة التسوق